أنهار وبحور كل انصر لن تكدرها نقرات منقار أنولام

Anollam N'tennere  يقول :
الاخ اق إزجت هل انت تحلم او تكذب او تعاند انت تسمي كل 
انصر بالشعب أنا اسالك سؤال هل بالمكان ان تذكر لنا اهم 
المناطق التي يسيطر عليها كل انصر قبل الاستعمار وبعده واذا 
كنت تريد حوار جاد ارجو ان تجاوبني على هذه الاسئلة وهل تعلم 
ان كل انصر قبل الاستعمار وبعده قبيلة تابعة لاموشاغ تنجريجيف 
انا اعتقد انك ستحظرني من صفحتك هذه مثل مافعل قومك في 
صفحتهم الحدث الازوادي الذين حزفوني لاني اصحح لهم ماترسخ 
في ذهنهم جراء مدوناتك التي جعلت فيها كل انصر شعب مستقل 
عن كلتماشق ولا تربطهم بهم اي علاقة الا علاقة الجوار وسيطرت 
على اراضي شاسعة ومصافي تتوفر فيها الثروة السمكية 
والزراعية وهل تعلم ان زرهو التي تقيمون فيها منحكم اياها 
اموشاغ بعد هجرتكم من قوندام بسبب الجفاف في وقت قريب جدا 
ارجو الاجابة على اسئلتي بدون اي مماطلة وان كانت اسئلتي 
محرجة لك فخذ قرارك مثل اخوانك وقم بحظري من صفحتك ولكن 
ستبقى الحقيقة حقيقة ولن تغيرها مدوناتك
*** *** ***
 تنبيه / انته... يا أنولام...خير لك...ولا تبهت أو تغتب كل انصر 
لإثارة غضبي وغضبهم...فإنني لن آكل لحمك ناضجا فأحرى أن 
آكله غير ناضج..حتى لو أكلت لحم أخيك...لأنك من ذوات المخلب 
التي حُرم أكلها...قال صلى الله عليه وسلم : ( حرم على أمتي كل 
ذي مخلب من الطير وكل ذي ناب من السباع ) رواه أبو داود
وقد أثبت علم التغذية الحديثة أن الشعوب تكتسب بعض صفات 
الحيوانات التي تأكلها لاحتواء لحومها على سميات ومفرزات 
داخلية تسري في الدماء وتنتقل إلى معدة البشر فتؤثر في 
أخلاقياتهم..
*** *** ***
1- إيزجت ليس والدي..لتنسبني إليه ونسبة الواسمين به إليه نسبة 
تعريف وليست نسبة تشريف أو إنتسابا إليه..وكلمة (كل) في لغة 
الطوارق ليس معناها ابن فلا يصح استبدالها بها شرعا ولا لغة..
2- إن حلمت فالحلم خير من السّخط واللغط والغضب وإثارة الفتن 
والأخذ بالظنة والطعن في الأنساب وتصيّد الأخطاء وتتبع الزلات..
أما التكذيب (فقد كذبت رسل الله وأوذوا وقتلوا)وهم صادقون 
مؤيدون بالوحي من السماء..فليس غريبا أن يتهم مثلك مثلي بما 
برأه الله منه ظلما وعدوانا....وعند الله تجتمع الخصوم...
أما العناد فقد عاندتّ طلبا للحق وإحقاقا للحق ودفاعا عن الحق 
لمواجهة الباطل والأباطيل وهذا عناد مقابل عناد أهل الباطل..

3- سميت كل انصر شعبا لأنهم شعبٌ...وسمى الله إبراهيم عليه 
السلام (أمّة) وهو رجل واحد...وهذا فقه ستدركه إذا توسعت 
مداركك..وفي اللغة العربية...الشَّعْبُ : الجماعة الكبيرة ترجع لأبٍ 
واحد ، وهو أوسع من القبيلة . 
و الشَّعْبُ الجماعة من الناس ، تخضع لنظام اجتماعيٍّ واحد . 
و الشَّعْبُ الجماعة تتكلم لسانًا واحدًا . والجمع : شُعُوبٌ .

4- نعم حبيبي الغالي بكل سرور ...بإمكاني أن أخبرك ببعض أهم 
المناطق التي يسيطر عليها شعب كل انصر قبل الاستعمار وبعده..
وليس كلها لأنني أصغر وأجهل من أن أعرف كل ما يسأل عنه 
رجل عامي يجهل تاريخ قبائل أزواد جهلا مركبا...وسيطرة كل 
انصر على تلك المناطق لا يعني أبدا أنهم لا يشاركونها مع إخوتهم 
وشركائهم وجيرانهم وأصهارهم من أبناء الشعب الأزوادي...بل 
يعني أنهم أحيوا مواتها وعمروها وحافظوا عليها وحموها من 
الأعداء وماتوا دفاعا عنها وسالت دماء أجدادهم عليها قبل 
الإستعمار وبعده...مما يعني أنها بلادهم في عرف قبائل أزواد 
وعندما جاء المستعمرون الفرنسيون لم يملكوا أمام ذلك الواقع إلا 
إقراره وتدوينه وأرشفته...
وفيما يتعلق بعلاقة إيموشاغ وغيرهم من مكونات الشعب الأزوادي 
مع كل انصر فهي علاقات أخوية ودية مبنية على الولاء والمؤاخاة 
والمصاهرة والجوار وتبادل المودة والإحترام وتبادل المصالح 
وليست مبنية على التبعية وليس فيها استعلاء طرف على آخر..
*** *** ***
الشاهد أن إخوتك من أبناء كل انصر يرحبون بك أخا شقيقا في 
المناطق التي تقع ما بين ( تِيكْرَاطْ - Tekrat ) في الشمال 
الغربي ، وبُوجْبيهْ في الشّمال إلى (أَغْ أَغِيَاسَنْ - Ag 
Agiyasan ) في الشرق إلى مناطق (تِنْ أهارا - Tin 
Ahara ) و ( تِنْ تِيلُتْ - Ten Telot ) جنوب نهر النيجر..
وبطبيعة الحال فإن آبار كل انصر وبلادهم تقع في نفس الحدود 
المبينة أعلاه ، والتي يتنقلون فيــها حـيث يتوفـر المـاء والعشــب 
وهي آبار كثيرة منها : ( إِنْ أَتْلَكْ - In Atlik ) أي ذو الغدير 
وهو أول بئر حفره ( إنفا ) في صحراء تمبتكو ويقع غرب ( 
إنَغّوُزْمِي - In Aggozmi ) ، ثم حفر بعده أروان وهو 
منحوت من عبارة ( أَهَارَنْ وَانْ ) بمعنى ملح البقر أو سبخة البقر 
في اللغة الطارقية ، وقبره يقع قرب هذه البئر في مكان يسمى : ( 
إنْ شَقَّاغَن ) .
ثم حفر ابنه قطب بئر (أَغَزَّافْ - Agazzaf ) ، و ( هَلُلْ - 
Halul ) و ( إِينَفِسْ - Inafes ) ، و ( إِينَقَّوزْمِي - 
Inagozmi ) ، ومدفنه بجواره في الجهة الغربية منه، هكذا 
ذكر لنا ولا ينافي حفر قطب لبئر أغزاف ما ذكره الشيخ سيد محمد 
بن صادق حين عده من آبار أهل أغزاف إذ إن أملاكهم كانت 
واحدة ولا يمكن التفريق بينها في حينه للروابط القوية ، وقد يكون 
قطب حفره ثم أوقفه عليهم ولذلك أكثر من نظير في واقعهم،ثم حفر 
الحاج عبد الله ( بلا ) بن قطب ( تِنْ تَمَغَيِينْ - Tin 
Tamagayeen ) وهي بمعنى أم القنافذ ( الدلادل ) وتقـع 
شـرق ( إِنْ بَكْسَا - Inbaksa ) وحفر أيضا بئر ( إِنْ جَارَّنْ - 
InJarran ) الأول ، والثاني حفره ابنه محمد الأمين ( أَبِّينْ ) 
وقبره شرقها قريبا منها ، كما حفر الحاج بلا البئر العميقة ( 
آنُوشَجْرِينْ -Ano,Shajren ) ، ثم ( إِنْ إبراهيم ) و (تيكرَاطْ 
- Tekradt ) .
وحفر ابنه عبد الحكيم المعروف ب (حاكدو ) بئر ( امْرَيزِيقْ ) 
تصغير مرزوق شمال هَـــلُلْ , وحفر عمربن الحاج بلا ( إِنْ بَكْسَا ) 
ويقع بين ( إِنْ جَارَّنْ ) و (إِنْ إبراهيم ) ، وكان عمر مجاورا لأخيه 
أبي بكر( الّلقي ) فطلب منه الأخير أن يبحث لنفسه عن مكان أوسع 
لكثرة أتباعه وطلابه ، ثم لحق به أبو بكر مرة أخرى فتركها له ، 
وحفر عمر بئرا آخر هو : ( أَرُوجْ - Aroj ) شمال ( إِنْ بَكْسَا ) 
بمقدار مسيرة يوم على الإبل .
ثم توالى حفر الآبار بعد ذلك ومنها :
( تِنْ تَظْلَفْتْ - Tin Tazlift) بمعنى أم الدود ،و المعمور ،و ( 
إِينُوكَنْدَرْ - Inokandar ) ، و ( إِنَا بَلَحَنْ ) ، و أَوْدَيْـكَا شمال ( 
إِنُوشَفْ Inoshif ) ، ومنها أُبْدِيرْ و ( إِيـرْتـَكْ - Ertak ) ، و ( 
إِنْ تِيشَقتْ - InTeshagt ) بمعنى ذو الأراك ، و ( إِنْ كِلاَّ - 
In Killa ) ، و ( إِنُوشَفْ ) وهو أربعة آبار في موقع واحد 
وباسم واحــد ، و( آتَلَكْ - Atlik ) بمعـنى الغديــر ، و ( تَجَّوغْ - 
Tajjuwag ) وهي وسط بين ( إينوشف ، وأوديكا ، وآتلك ، 
وإن كلا ) ،و كل الآبار السابقة تقع في صحراء تمبتكو شمال نهر 
النيجر . 
وأما آبارهم جنوب نهر النيجر فمنها :- 
( تِنْ تِيشْقتْ - Tin teshagt ) بمعنى ذات الأراك ، و( إِنْ 
الْمَغْرَجْ ) بمعنى ذو المغراج وهو الإبريق عند المغاربة ، و( تِنْ آلَدَا 
) ، و( تِنْ تَسَلِيتْ - Tin Tasalit ) بمعنى ذات الحرَّة ، و( تِنْ 
أَهَرا - Tin Ahara ) بمعنى ذات السبخة أو ذات الملح البقري 
، وهذين البئرين الأخيرين حفرتهما هيئات الإغاثة ، وقسمتهما 
حكومة مالي بين الأنصار والطوارق يوما للأنصار وآخر للطوارق 
... وغير هذه الآبار كثير ممـا لـم أذكـره ، وتنطـق ( G ) غينـا في 
الأسـماء السـابقــة كلهـا مــا عــدا (إينقـّوزمي) ،وكلمة ( تـِنْ ) 
بمعنى : ذات ، وكلمة ( إِنْ ) بمعنى : ذو ، وكلمة ( أَغْ ) بمعـنـى : 
ابــن ، وكلمــــة ( تِيلُتْ ) بمعنى : أنثى الفيل ،وذلك في اللغة 
الطارقية .
وأمـا مواطنهم علـى ضفاف نهـر النيجـر فتمتد ما بيـن ( زَرْهُو ) 
شرقا إلى (بَرْجُومَاسَنَا) غربا ، ويشمل ذلك الشواطئ الشمالية 
لنفس المنطقة المحددة والجزر التابعة لها .
*** *** ***
صدّق أو لا تصدق....سيان عندي...
فما أنت بالحكم التُرضى حكومتُه...
ولا أنت بالخصم...ولا أنت بالعدو...
أنت أخ من إخوتي..في اعتباري...
وفي اعتبار كل انصر كل ما تقولونه من سوء عن كل انصر وأية 
قبيلة من قبائل أزواد إنما هو عقوق وعقوق وعقوق...
عودوا إلى رشدكم...واستغفروا ربكم وصلوا أرحامكم....
*** *** ***
5- نعم حظر إخوتك هناك على الأرجح لأنك تستحق الحظر... وإلا 
قل لي لماذا لم يحظروا من خمسة آلاف مثقف إلا أنت؟؟؟
وبالنسبة لهذا المنبر..نعم سنحظرك إن كنت لا تستحق البقاء بيننا 
هنا...فنحن اجتمعنا لنصل أرحامنا ونصلح ذات بيننا ونتبادل 
المعرفة والخبرات ونخدم ديننا وشعبنا وبلادنا...وكما تعلم فإن 
الإساءة إلى الدين والمجتمعات والشعوب خط أحمر ...
مع جزيل الشكر وفائق الإحترام


دعوا كل انصر وشأنهم يا دعاة القومية ...

سأل سائل المتأمزغين  Tallimezt Al-azawadi‏ مسهزئا :

هناك سؤال كنت احتفظ به ويحيرني...
لماذا لا يوجد اق انصر يضع اعجاب او لايك لاي موضوع عن 
الامازيغ او عن ثقافتهم العرقة تيفيناغ المقدسة والذين تربطهم بهم 
اواصر الاخوة في النسب والدين ,
ام انهم اصيبوا بوباء " اليعربة " الذي اصاب اقواما قبلهم في 
القارة التي هم مكتشفوها الاولون وقاطنوها حتى الان ؟؟
انــــتـهــــــــــــــــــــى
*** *** ***
الجواب...
1- لأن 90% من حديث تلك الفئة من أمازيغ هذا العصر كلها لغو 
وزور وترويج للفتن...ولهذا تلاحظ أن حكماء كل انصر لا يشغلون 
أنفسهم بالمشاركة في تلك الأمور التي تبعد عن الحقّ أكثر مما 
تقرّبُ إليه لأنهم (لا يشهدون الزّور وإذا مرّوا باللغو مروا كراما)..

2- كل انصر عصوا عُصاة القوميين العروبيين وأندادهم من 
القوميين المتأمزغين في هذه المسألة السياسية ونأوا بأنفسهم عنها 
فيما عدا ما يتعلق بإصلاح ذات البين...إكراما لإخوتهم من
 عقلاء العرب والأمازيغ..وطاعة لربّهم الذي قال في محكم
التنزيل سبحانه وتعالى: ( يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى 
وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم )
الحجرات/ 13 . 
وقال تعالى : ( إنما المؤمنون إخوة ) الحجرات/10 . 
وقال : ( والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض)التوبة/71...

وطاعة لنبيه الكريم  صلى الله عليه وسلم الذي قال: ( لا فضل 
لعربي على عجمي ، ولا لعجمى على عربي ، ولا لأبيض على 
أسود . ولا لأسود على أبيض ، إلا بالتقوى ، الناس من آدم ، وآدم 
من تراب ) رواه الترمذي (3270) وحسنه الألباني .
{فاجتنبوا الرّجس من الأوثان واجتنبوا قول الزور}} غفر الله لكم

3- إن ما يخوض فيه "غلاةُ وجُفاةُ وغُواةُ وحمقى وأغرار وجهّال 
أتباع القومية المتأمزغة" ليس سوى سفسطة وهرتقة وفيهقة 
ممنهجة يتبارى مروّجوها في تزيين الباطل وترويج الفتن وإفساد 
ذات البين ...ومن واجب كل انصر كإخوة وشركاء في الأوطان 
وجيران نصح إخوتِهم بترك ذلك وليس بمشاركتهم فيه...

4- كل انصر يعرفون من هم الأمازيغ جيدا
والأمازيغ يعرفون من هم كل انصر جيدا 
وكلا الفريقين يعرفون جيدا أن الفريق الآخر بريء مما ينسبه  
إليهم المفسدون الذين يشوّهون سمعتهم بين الشعوب..

والله أعلم بالصواب وهو الهادي إلى سواء السبيل

تعريف كتاب (تاريخ قبائل لأنصار في سائر البلدان والأقطار) بأبناء إنفا الأنصاري

أورد الباحث ياسر الأنصاري فى كتابه (تاريخ قبائل لأنصار في سائر البلدان والأقطار) قوله :
بنو إنفا هم أنصار لا شك في ذلك ، ذكرتهم عدّةُ كتب ، وما وجدُوه على قبر جدّهم اسم (إنفا) أو نافع الأنصاري في مدينة تمبكتو دليل .

هل تعلم أن مدينة تمبكتو التي كانت تابعة لدولة المغرب قبل الاستعمار الفرنسي والملك محمد الخامس مات وهو يطالب بها؟

وهذه المنطقة أهلها وسكانها من البيض ، من القبائل العربية ، والطوارق ، وهم محافظون على أولادهم وبناتهم ، حتى لا يخالطوا أخلاقَ الفرنسيين ، والزنوج. (1)

كما يحافظون على العلوم الإسلامية واللغة العربية لغة أجدادهم ، ويحفظون أولادهم القرآن الكريم ، وجميع العلوم الإسلامية والعربية ، ولديهم حركة علمية قوية ، رغم الظروف الصحراوية والمعيشية القاهرة.

ومن القبائل التي سكنت مدينة تمبكتو هي: (الأنصار - وقبيلة كنتا وهم يعودون إلى بني أمية - وقبيلة البرابيش وهم خليط من القبائل العربية والطوارق الذين نزلوا من المغرب والجزائر وليبيا وغيرها - وقبائل الزنوج) والمصيبة أن بين قبيلة الأنصار ، وقبيلة كنتا ، اختلاف شديد ، بل ومعارك طاحنة قبل الاستعمار ، وزادها الاستعمار ، ولكنها زالت وعاد الصفاء بتبادل احترام خاص بين الطرفين.
* * * * * * * *
بعد هذه المقدمة عن أولاد إنفا أو نافع ، تم اللقاء مع الأستاذ عبد الرزاق بن الأمين الأنصاري ، حيث أوصلني إلى أخيه الدكتور محمد بن الأمين الأنصاري عضو هيئة التدريس في جامعة أم القرى ، وتناقشنا حول هذه القبيلة فذكر لي الشيخ أنهم من الأنصار حسب ما روته الكتب ، والمخطوطات التي كتبها أجدادُهم وفيها أسماؤهم الملقبين بالأنصاري ، وذكر كتابا اسمه (الإحاطة في أخبار غرناطة) ، وأن أول من بنى مسجدا في صحراء أزواد وعاصمتها تمبكتو المهندس والشّاعر إبراهيم الأنصاري.
وأصبح المسجد أثرا من آثار الأنصار وقد حولته حكومة مالي إلى أثر من آثار الدولة.
والدكتور محمد بن الأمين ذهب إلى المنطقة وألف كتيبا سماه: (التعريف بالعرب في جنوب الصحراء أزواد وعاصمتهم تمبكتو).

وبعد أخذ المعلومات ، تم اللقاء مع شخص آخر وهو الدكتور/ عبد الله بن محمد المهدي الأنصاري وهو عضو هيئة التدريس في جامعة الإمام في منزله بالرياض وكتب مذكرة هي ملخص لكتابه الذي أعده وجمعه على أن يخرجه كتابا وسماه : (الأوفى في أخبار بني إنفا) وعندما سألته عن قبيلته ، أورد لي أن بني إنفا هم مميزون بالمحافظة على لقب الأنصار ، ويعرفهم بذلك القاصي والداني ، وهم بالنسبة لغيرهم من قبائل تلك الصحراء قلة معدودة ، ولكن يعدّون قبيلة كبيرة بأتباعهم ، وحلفائهم ، ومن دخل فيهم من القبائل الأخرى .

وذكر المهدي في كتابه (2) : ومن أهم مايؤكد انتسابهم إلى الأنصار أننا نجدهم صغارا وكباراً علماء وعوام يحتفون بذلك ويلهجون به) انتهى.

وهذا القول يدل على أن من أتباعهم من يكتب الأنصاري في السعودية ، وذكر ذلك الدكتور محمد بن الأمين أن أبناء أخواتهم من قبائل أخرى دخلوا معهم مستندين على الحديث : (أن ابن أخت القوم منهم).

وذكر الدكتور/ عبد الله محمد المهدي أن الأنصار ذوو ثقافة ، ليسوا كجهلة أهل البادية الذين لا عهد لهم بالعلم ، حيث خرج منهم علماء وقراء وأدباء ، الأمرالذى سبب لهم شهرة بين القبائل العربية.

ثم ذكر الدكتور/ عبد الله أن كل من انتسب إلى الأنصار من أهل (مالي) من غير هذا النسل (نسل بني إنفا) فاعلم أنه شيء توصل إليه ، وارتضاه لنفسه ، ثم قال : ليس ذلك بمشهور ، ولا معروف له ، ولا لآبائه من قبل . والله أعلم.

وأقول تعليقاً على قول الدكتور / عبد الله المهدي ، أن قولك يحتاج إلى بينة على أنه لا يوجد أنصار في مالي إلا بني إنفا ، حيث ذكرت كتب كثيرة ومنها : (تاريخ السودان – وتاريخ المغرب والأندلس) و(الحلل السندسية في الأخبار والآثار الأندلسية ) يوجد أنصاراً كثراً ليسوا من بني إنفا.

وذكر المهدي في كتابه(3)محمد المصطفى بن محمد المزمل بن العلامة محمدأحمد بن محمدالمظفر بن أبي بكر بن يوسف بن عبد بن الحسن بن أبى بكر بن يحي بن علي بن معبد
بن أبوبكر بن محمد بن عمرو بن حزم الأنصاري) انتهى.

وكما ذكر صاحب مخطوط (4) اعلم أن الأنصار الذين في بلاد أزواد فيهم من هم من أهل هذه السلسة سوى بني محمد بن إنفا المذكور فيها كأبناء البخاري وهم ابناء أوفيلياضن
وأبناء محمد الفقي بن حمنا بن المزمل ، ومنهم من أصله من الأنصار المدنيين .

من الاحتمالات التى ذكرها المؤلف من أبناء (أبي بكر بن عمرو بن حزم – أبي بكر بن أنس بن مالك – أبي بكر بن يحي بن النضر) لكن ليس من أهل هذه السلسلة بتاتا ، كأبناء آهبار الشهير أولاده من كل وروزير ، وكذا فُلان قرية آترى الأنصاريون وهم قبيلة كاملة في قرية آترا) أهـ

وكما تعلم أن الأنصار علماء يذهبون إلى أماكن الجهل ليعلموا أهلها وليس لهم بلد أو مدينة مخصوصة إنما وهبوا أنفسهم للتعليم ومن هذه العوائل التى خرجت من تمبكتو عائلة كبرا وذهبت إلى كانوا.

حدثني شيخ الطريقة القادرية في نجيريا وغرب أفريقية الدكتور قريب الله بن ناصر بن كبر بأن جده كبرا قدِم من مدينة تمبكتو للجهاد ضد الزنوج في مدينة كانوا وهو من العلماء وهم لا يتجاوزون الثلاثمائة فرد هم من ذرية جابر
بن عبد الله رضى الله عنه.

وذكر مرتضى في مخطوطه (5) يرجع قبيلة الأنصار في مالي (إنفا) إلى بني الأحمر من بني ساعدة من ولد عبد الله
(الصغير) وهو رأى آخر.

وهذا لا يهمنا بقدر ما يهمنا أنهم أنصار من الخزرج أو من الأوس ، حيث يوجد أناس يكتبون الأنصاري صفة لا نسبا ، وهنا يهمّنا النّسب في الكتاب وأما لمن يرجع من الصحابة ، فهذا من باب الزيادة والفضل .

علماً أن كبار السّن في عائلة بني إنفا، يرجعون نسبهم إلى الصحابي الجليل عمرو بن حزم النجاري، وهذا هو المشهور لدى كبار السن.

وذكر صاحب المخطوط(6)محمد بن إنفا هو ابن المصطفى بن المزمل بن محمد بن أحمد بن المظفر بن الولدان بن أبي بكر بن يوسف بن عبد مناف بن الحسن بن أبي بكر بن يحيى بن علي بن معبد بن لحد بن تحكت بن معتود بن قنوان بن نزار بن لمتون بن سنب بن يحيى بن منصور بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم بن زيد النجاري الخزرجي الأنصاري)أهـ

وبعدها تم اللقاء مع الأستاذ/ إبراهيم بن منزل وعدة اشخاص في حي وادي جليل بمكة المكرمة وشرح لي عن عوائل الأنصار التي سكنت مالي والنيجر.

ومن خلال البحث استطعت أن أجمع عدة بيوتات ينتمون إلى أنصار مختلفين في نسبهم وجميعهم من الأنصار ، وهذه الأسماء التي سوف أكتب عنها ، هي متواجدة في الجزيرة العربية التي خرجت من مالي والنّيجر باختلاف البلدان ، وهذا الجمع حسب قدري الذي توصلت إليه ، وليس حصراً لقبائل الأنصار المتواجدة في مالي والنيجر.

وقال الأستاذ / إبراهيم منزل ، من الصعوبة حصر الأنصار في الصحراء الإفريقية ، إذ لا توجد وسائل نقل حديثة حتى يكون الاتصال بين قبائل مالي سريعا وقال إن أغلب قبائل مالي متقوقع على حد قبيلته، وكل واحدة منها تظن أنها القبيلة الوحيدة التي ترجع إلى الأنصار.

ثم ذُكرت لي بيوتات أبناء إنفا على التفصيل التالي:
أولا : أبناء محمد بن إنفا أربعة وهم :
1- أحمد (أبو زهرة) وأبناؤه هم المشهورون بـ(كل إن أبلحن).

2- سيدي قطب وأبناؤه هم :
أ- أمدايا
ب - الحاج بلا
ج - محمد (أبانين)
د - محمد المصطفى.

3- بلا
4- مما
وأما أبناء بلا، ومما ، فدخلوا في القبائل المجاورة ، ولم تتوفر لدينا تفاصيل دقيقة عنهم كبقية إخوانهم.

والعدد في أبناء سيدي قطب ولذلك انقسموا إلى عدة بيوتات على النحو التالي :

1- أولاد عبد الله الملقب (الحاج بلاَّ) وهم:
أ - حاكيدو (عبد الحكيم)
ب - أبو بكر
ج - آخوا (محمد)
د - أبين (محمد الأمين)
هـ - بدا (محمد)
و - أبناء عمر
ز - عثمان

2- أولاد محمد (أبانين) وهم:
أ- حمادا
ب - محمد علي
ج - محمد أحمد
د - محمد المختار
هـ - حتاهيل
و - محمد المصطفى
ز - محمدون
وله خمسة أبناء آخرين من أمهات شتى اسمهم جميعا : محمد ، ويتميز كل منهم باسم والدته .

أما أبناء أمدايا وأبناء محمد المصطفى فغير منقسمين إلى بيوتات.

وجدير بالذكر أننا أغفلنا في كل هذه التفاصيل الأبناء الذين ليس لهم عقب.


ويتوزع أبناء إنفا اليوم بين المملكة العربية السعودية وليبيا والجزائر والمغرب ومالي.

ومن البيوتات الموجودة من الأنصار في الجزيرة العربية
(السعودية) إدانتكرنات من أهل السوق ، ودباكر ، وبيت من إفوغاس.

ومن خلال هذه اللقاءات وجدت بعض الخلافات البسيطة ، ولكن بقدر المستطاع حاولت أن أجمع المعلومات ، ويوجد فيهم حلفاء. والله أعلم.

ذكر بول مارتي الفرنسي في كتابه( 7): يقول (تعيش جماعات كل انتصر حالياً مقسمة إلى مجموعتين ، وهي: المجموعة الغربية: وتعرف باسم (كل انتصر القبليين) تحت قيادة الطاهر بن المهدي ، وهي جماعة بدوية تعيش في ترحال بين داونا وفاقيبين في ضواحي تمبكتو.

والمجموعة الشرقية:
وتعرف باسم (كل انتصر الثليين) وهي التي تخضع لسلطة حمتال ، وتترحل إلى الشمال من النهر بالقرب من تمبكتو إلى الشمال من " ريرغو".

وهذه التفرقة الجغرافية كان سببها قتل أو وفاة إنقونا سنة 1898 م.

والآن تعيش المجموعتان في وفاق تام ، لكن لكل منهما حدودها ومراعيها.

مجموعة الغرب تعتبر في حدود أو دائرة قوندام ، بينما الأخرى أي (الشرق) في دائرة تنبكتو ، ومن ناحية أملهم واهتمامهم لا فرق بينهما ، ولا انفصال بين العائلات ، من ناحية تقاليدهم وطموحاتهم ، وحياتهم العملية ، حتى وضعهم التنظيمي يكاد يكون هو نفسه.

نلاحظ انقساماً ثلاثيا في كل مجموعة :
أولا: الصفوة أو "الطلبة".
ثانيا: الخدم" بيلا" أي العبيد.
ثالثا: السكان: سكان " ديبي" وقدماء القرى التابعة لهم إلى فاقبين.

وذكر(بول مارتي) في نفس المصدر (ص 29)
(كل انتصر الشرق أقل عددا من الغربيين ، وينقسمون إلى:
1 - كل انتصر الأصل (نذكرهم في باب النّسب) وهم أربعة فخوذ .
2 - كل انتصر الحلفاء( 8) ومنهم :
أ- كل انتُورْشاوين
ب - كل إنتلك
ج- كل إينقُّوزْمي
د - إمقّشرَن
هـ - كل أغزّافْ (9) وهم أبناء محمد (ابا) بن منا ، وهو الجد الجامع لأفخاذ الأشراف الغزافيين جميعا ، من سلالة محمد المختار (آيت) من سلالة الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه .
و- كل آيبضن
ز- كل إنجا رَّنْ
وهم يسكنون بجانب الآبار ، والأنهار مثل (بويا ، زرهو ، أتلك ، إن كيلا ، إنتيشق ) انتهى.

وهذا حلف مودة ومناصرة ومؤازرة ، ومعظم هؤلاء أو كلهم هم من الأشراف .
-------------------
قائمة المصادر :
(1) -أ- بهجة الأبرار . انظر تكملة الشجرة في حرف الباء
(البصاديين) .
ب - بهجة الأبرار- تأليف محمد المختار الأنصاري – دار الحكمة ص 13 .
ج - مقاطعة مقطع الحجارة: محافظة في موريتانيا ) .
(2) -الأوفى المختار في تاريخ بني إنفا الأنصار – ص100تأليف د / عبدالله بن ) محمدالمهدي الأنصاري – دار الكتاب والسنة.
(3) - المصدر السابق ص 107 .
(4)- مخطوط (117 / - 2) تفتيش الوثائق عن تاريخ التوارق.
(5)- نثار الأخبارفي آثار الأنصار – مخطوط – تأليف مرتضى الأنصاري ) .
(6) - (116)مخطوط / 1) تفتيش الوثائق عن تاريخ التوارق(2).
(7)- كتاب (الأنصار كل إنتصر) ص 22 - مترجم .
(8)- (بول مارتي) في نفس المصدر (ص 29) .
(9)- انظر مخطوط : الأشراف الغزافيون في الصحراء الكبرى من سلالة إدريس بن عبد الله الحسني.
بقلم سيد محمد صادق الغزافي نسبا الأنصاري حلفا.
-----------------------
منقول بتصرف وتنسيق مختلف من كتاب (تاريخ قبائل لأنصار في سائر البلدان والأقطار)
للأستاذ ياس بن حميد الأنصاري

صحراء أزواد صراع من أجل البقاء ( لقاء مع سائق صحراوي )

عبد الله بن حسن بن محمد بن سيدي الأنصاري شاب صحراوي شجاع يتنقل بسيارته بين غابات ( أسَالوى) وآكامها ووديانها ومنحدراتها وهضابها وتلالها الرملية ونجادها ، ولديه طرق خاصة عبّدها هو وأمثاله بعجلات سياراتهم متنقّلين بين الآبار ومضارب الأنصار تارة وبين الأسواق والقرى والأرياف والمدن تارة ..
وقد رافقنا هذا الشّاب عدة مرات خلال تنقلنا داخل البلاد فكان نعم الرفيق ، واستطعنا أن نعرف الكثير من التفاصيل عن مهنته هذه ، وهي معلومات قد يحتاجها أمثاله من شباب أزواد المستعدّين  للإنخراط فى هذا المجال يوما من الأيام ..
 ولهذا أحببنا المشاركة فى تثقيف شباب أزواد وإطلاعِهم على الكثير من هذه  التفاصيل ، من خلال هذا الحوار الذي أجريناه مع هذا الشاب الأزوادي الصّحراوي الشّجاع ؛ الذي أعجبني اعتزازُه بهويته وانتمائه ، وتمسُّكه بأصالته وقيمه ومبادئه ، ونجاحُه فى عمله ، كما أعجبني ثناءُ النّاس عليه بسبب وفائه بالتزاماته تجاه الجميع ؛ مما جعلني أعتبره أحد النّماذج الرّائعة التي تدفع عجلة التقدّم إلى الأمام ؛ فنسأل الله تعالى لنا وله الصحة والعافية ودوام التوفيق والسّداد .. آمين.

صحراء أزواد صراع من أجل البقاء ( بئر تن ألدا )



بئر ( تن ألدا ) هي أيضًا إحدى آبار الأنصار جنوب النهر ، وهي التي تلى بئر ( إين المغرج ) من ناحية الجنوب ، وتتوسّط بينها وبين بئر (تن تسليتْ) تقريبا ، ويستطيع الراجل القوي أن يشرب من ( إين المغرج ) ويرد (تن ألدا) ويشرب منها ثم يتّجه إلى (تن تسليت) وسيصل إليها قبل أن يعطش بدون عناء ولا مشقة.
والقياس يجري طبعا على الأصحاء الأقوياء ؛ مع ضرورة التّزود بالماء للإحتياط..
*موقع بئر ( تن ألدا) موقع استراتيجي بلا خلاف وهذه البئر فى غاية الأهمية مثل جارتها بئر (إين المغرج) ؛ ولكنّها تعاني نفس مشكلة شحّ المياه مثلها تماما أو أسوأ ؛ وقد أخبرني الشيخ المنذر بن محمد على الأنصاري (رحمه الله) أنّ كثيب الرّمل الجاثم فى قعر هذه البئر هو سبب هذه المشكلة ؛ ورغم أنهم يحاولون إخرج بعضه بوسائلهم المتواضعة باستمرار إلا أنه لا يلبث أن يعو د كما كان .
وحين سألته : لماذا لم تتخلصوا من الرّمل وتحاولوا إصلاح البئر فهي لا زالت على حالتها الأولى منذ زمن الأجداد؟؟
قال : سيأتي وقت ذلك إن شاء الله .
ولكنه أدركته المنية فتوفي رحمة الله عليه قبل أن يرى ذلك..
فنسأل الله تعالى إصلاح الأحوال والبلاد بفضله ورحمته وإحسانه.

صحراء أزواد صراع من أجل البقاء (بئر إين المغرج)


بئر ( إين المغرج ) إحدى آبار الأنصار جنوب النّهر وهي من أقربها إليه ؛ فالمسافة بينهما قد يقطعها  الراجل فى أقل من 12 ساعة والرّاكب فى أمسية أو أقل والسيارة فى ساعتين أوقل أو أكثر حسب مهارة السائق ؛ ويصعب القياس لوعورة الطريق المكون من منحدرات ووديان ومرتفعات رملية وتضاريس صحرواية فى أغلبها..
وتكمن أهمية هذه البئر فى موقعها الإستراتيجي الذي يربط بين النهر وبئر (تن تسليت) التي تبعد منها نفس المسافة أو أقلّ قليلا ؛ بحيث يستطيع الرّعاة أن يتزودوا من ماء النهر إليها ومنها إلى (تن ألدا) ومن الأخيرة إلى (تن تسليت) بدون عناء ولا  مشقة ..
ومع أهميتها وأهمية موقعها إلا أنها تعاني شحًّا فى المياه وهي مشكلة اكتسبتها من الموقع نفسه على الأرجح ؛ فقد حُفرت فى المكان ذاته عدةُ آبار متجاورةٍ عانت كلها من ذات المشكلة ؛ حتى لقد تحوّلت إلى آبار مهجورة أو تكاد!!.
ولكن تبقى هذه الآبار تحتفظ بمكانتها عند الأنصار وجيرانهم ؛ للاعتبارات المذكورة ؛ ويبقى دورُها الذي تلعبه دورًا مهمًّا لا يختلف اثنان على أهميته ؛ وربما أنّ التطور العلمي والتكنولجي قد يسُوق إلى تلك الآبار خبيرا يعالج مشكلتها ذات يوم بحول الله تعالى ؛ لا سيما وأنّ بعضَ العارفين يرجّح أن مشكلة هذه الآبار هي فقط أنّها بحاجة إلى إخراج الرّمل منها وسيكون ذلك كاف لحلّ  مشكلتها إن شاء الله..
ولكن حتى ذلك الحين تظلّ المنطقة بحاجة إلى مشاريع هادفة تهدف  إمّا لصيانة آبارها أو لحفر آبار أخرى جديدة فى مناطق مهمة مشابهة ، أو مجاورة أوتهدف  للإثنين معًا ؛ وليكن ذلك  تحت إشراف الفنيين والخبراء ..

صحراء أزواد صراع من أجل البقاء جولة بين أطلال(إيبنغ إين تهاتين)

دخلنا قرية(روض النعاج)من ناحيتها الشرقية فى زيارتنا الأخيرة لأزواد هذا العام 2009م 1430هـ فرأيت عجبًا واندهشت لما رأيت فقد هاجرتُ من المنطقة عام 1999م وهي فى قمَّة ازدهارها وتطوُّرها ولكنني عدت إليها وهي خاوية على عروشها لم يبق منها إلا الآثار..


هذا الأنبوب الأصفر الذي ترونه ليس أنبوبًا عاديا كما يبدو عليه فهو فى الحقيقة نافورةٌ لو فتحت لسالت أودية من أصفى وأنقى وأعذب ماء..
وقد استخدمت لحفر هذه البحيرة المطمورة أضخم آلات الحفر واستغرقت هذه العملية مدة طويلة من الزمن حتى ظن سكان المنطقة أن منطقة العمل عبارة عن محطةٍ لاستخراج النفط..
فلما انتهت مرحلة الحفر أراد مهندس الشركة أن يلقنهم درسًا لن ينسوه أبدا فقد أحكم الرجل إيصال الأنابيب ببعضها البعض حتى أبعدها عن المكان مسافة ثلاثين مترا تقريبا ورفعها قدر مترين وترك الماء يتدفق بشكلٍ عجيب وكأن الأنابيب متصلة بالبحر وتركها هكذا تجري فى الوادي مساء يوم كامل حتى امتلأ الوادي بماء زلال فى غاية الصفاء والنقاء..
ثم أحكم إغلاقها بعد ذلك ورحل إلى غير رجعة..
وبعد فترة جاء أحدهم وركّب عليها محركا يدويًّا لتسهيل سحب الماء من البئر إلا أن عمر المحرك كان أقصر مما ينبغي..
وأغلقت البئر مرة أخرى ولا أعرف أفتحت بعد ذلك ثم أغلقت أم لا زالت مغلقة من ذلك الوقت إلى اليوم..

وما يتمناه السكان هناك هو أن يأتي ذلك اليوم الذي تترك فيه هذه النافورة لتسقي ذلك الوادي الزراعي الخصب(روض النعاج) فيعود إلى سابق عهده روضًا باسما ومرتعا خصبًا للخيول أو مزارع وبساتين للزارعين وما ذلك على الله بعزيز..

  هذه هي البئر الشمالية التي حفرت فى ناحية القرية الشمالية عام 1987م ونصب عليها( أوليين)حسب أشهر اصطلاحٍ هناك وهو أشبه ما يكون ببرج مراقبة أو أبراج الاتصالات..
وثبتت عليه مروحةٌ ضخمة يحركها الهواء فتسحب الماء وتضخه فيتدفق تلقائيًّا..
ومشكلة هذه المروحة أنها متعلقة بالهواء فإن توقف الهواء فما من سبيل أمام الوادين إلا اللجوء إلى وسائلهم المعتادة..

وهذه هي البئر الأولى التى حُفرت فى تلك المنطقة وقد برع سكان المنطقة فى اختيار مكانها وأنفقوا أثمن أوقاتهم وكرائم أموالهم وأمضوا الليالي والأيام وهم يحفرونها وقد وفقهم الله سبحانه وتعالى فجعلها نهرا متدفقا لا ينضب والحمد لله..
وهي أيضًا ثُبّتت عليها مروحةٌ أخرى لنفس الغرض..
ولكن تلك الأبراج وتلك المراوح الضخمة أصبحت كلها فى خبر كان..
ولم يبق منها إلا الذكرايات..

 وقد قال لي هؤلاء الفتيان إن هذه القطعة هي كل ما تبقى من تلك الأبراج وتلك المراوح والمضخات الضخمة..

غرفة مربعة الشكل محكمة الإغلاق تبدو ببابها الأحمر متواضعة وقليلة الأهمية إلا أنها ليست كذلك أبدا..
فهي فى الحقيقة تحدٍّ واضح للقرّ والحر وصرخة مدوية فى وجه كل من يدّعي من أمثالي أن المنطقة خاوية على عروشها..
وهي أيضا نعم الدار ونعم المسكن لمن يعتقد أنها أفضل الديار..
أنت فخورٌ بدارك فى موطنك ومن حقك ذلك..
ولكن هذا الرجل الذي شيد هذه الدار فخورٌ أيضا بداره ودياره وموطنه وبلاده وبيئته وصحرائه وريفه وقريته أكثر من أيّ فخور عرفته!!..

هذا هو صاحب الدار(حادُّ بن عبد الله الأنصاري)وهذه هي مهنته الشريفة التي إن تعمّقتَ قليلا فى تاريخ الأمم والشعوب فلن تجد صعوبة فى ربطها أولا بنبيِّ الله إدريس عليه السلام..
وإن رجعت إلى واقع الناس فستجد أنها جزء من حياتهم ولا غنى لهم أبدا عنها..

سألت بطل قصتنا الشهم النبيل عن أحواله وأحوال بلاده وموطنه الذي أحبه من أعماق قلبه فأشار إلى الموقد ومخزن الطعام وإلى الأفق البعيد ثم ابتسم وقال نحن فى أحسن حالٍ يا أخي..
ووالله إن كان هناك مستقبلٌ زاهر لهذه البلاد الطيبة فسيكون لهذه المنطقة منه أوفر الحظ والنصيب ولكنكم قوم تستعجلون!!..

ثم أشار أيضا إلى تلك البئر وإلى هذه المنازل الذي تجاورها فقال الرجل بثقة وثبات وهو يبتسم أخي:هذا هو كل ما فى الدنيا من متع ولذائذ (ماء زلال وغذاء وكساء ومساكن طيبة وأمنٌ وأمان وصحة وعافية) والحمد لله على ما من به علينا من ذلك..




وفى اليوم التالي نزلت إلى السوق(سوق قرية زرهو) فزرت الرجل وإخوته فى مقر عملهم فى السوق ورأيتُ متاجرهم ونشاطاتهم التجارية..
فما ازددتُّ والله إلا إعجابا بهم..
فأسأل الله سبحانه أن يوفقه وأمثاله من أبطال تلك البلاد إلى الخير ويدله عليه إنه قوي عزيز..
************************




وإلى لقاء آخر فى جولة أخرى
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

صحراء أزواد صراع من أجل البقاء(مستشفى قرية زرهو)

إن قرية روض النعاج(إيبنغ إين تهاتين)التي كانت عاصمة المنطقة أيام
ازدهارها أصبحت اليوم خاوية على عرُوشها بسبب هجرة
سكانها إلى الدول العربية فى المغرب العربي والخليج ولكن إصرار أهلها من عباقرة أبناء الصحراء على بناء المدنية هناك وتشييد حضارةٍ إسلامية قوية الأركان على
أنقاض حضارة أسلافهم جعلتهم يواصلون كفاحهم ويتفننون فى ابتكار وسائل
جديدة متطورة فى أسلوب حياتهم لمواجهة التحديات المتجددة مع الأيام..
وقد تحول بقيةُ سكان قرية(روض النعاج)إلى قرية(زرهو)القريبة منها على ضفاف نهر النيجير من الناحية الشمالية وكانت المسافة بين القريتين 5كم تقريبا ، ونقلوا مدرستَهم مدرسة الفلاح إلى هناك وبنوا مستشفى لهم هناك بمساعدة بعض المنظمات التنصرية وانتعشت حياتهم الإقتصادية وشيدوا الدور والمساجد والمتاجر والحمد لله.

فهناك فى قرية زرهو تتوفر كل مقومات
الحياة،الماء المزارع والحركة التجارية المعتمدة على الملاحة ونحو ذلك،وقد ساعدهم فى ذلك عودة الكثير من أبناء
المنطقة الذين هاجروا منها فى تسعينيات القرن الماضي حاملين معهم ثقافاتٍ
وأفكارا وعلوما ومعارف وأموالاً لبناء بلادهم من جديد بعد أن دمَّرها الجفاف
وسياسات التهميش السائدة فى تلك البلاد..

تقبلوا تحياتي وشكرا.